كيف نحمي أنفسنا من الطاقة السلبية؟
كل مشاعرنا مثل الخوف والغضب والاكتئاب والغيرة والحزن هي طاقات وذبذبات وترددات.. يمكننا التقاطها وامتصاصها من الناس دون أن ندرك ذلك.. لهذا من المهم أن نعرف كيف نتجنب الانفعالات السلبية للمحيطين بنا.. وكيف نبعدها عنا ونحد من تأثيراتها علينا حتى نحمي أنفسنا ونعزز نفسيتنا.. لأن القلق المزمن والتوتر والاكتئاب والإحباط يضعف دفاعاتنا ويقلل مناعتنا ويجعلنا كالإسفنجة نمتص كل الانفعالات السلبية للآخرين لنعاني نفس معاناتهم وآلامهم.. ونقع في فخ التعاطف والشفقة..
يمكن للانفعالات السلبية أن تنشأ من عدة مصادر.. ربما تكون خاصة بنا وحدنا.. أو يمكن أن نمتصها من المحيطين بنا.. أو كلاهما معاً.. سنتعرف اليوم على عدة طرق مختلفة لندعم ونقوي مشاعرنا الإيجابية حتى لا نحمل عبء الانفعالات السلبية للآخرين..
هل نحن أشخاص حسّاسون؟
إذا كنا نتأثر بشكل كبير بالطاقات السلبية المحيطة بنا.. نسحبها ونمتصها ونتفاعل معها وفيها.. هذه إشارة أننا حساسون عاطفيون..
هذه أهم صفات الأشخاص العاطفيين
* يصفنا الآخرون أننا حساسون جداً وهذا ليس مجاملةً ولا مديحاً.
* نتأثر بمشاعر الآخرين ” الأقرباء والأصدقاء والغرباء ” نمتصها ونخزنها داخلنا ونعتبرها آلامنا ومتاعبنا الخاصة.
* نشعر سريعاً بالتعب والضعف والانزعاج عندما نكون وسط حشد من الناس.
* نعاني التوتر والقلق والعصبية بوجود الضجيج والروائح والأحاديث الكثيرة.
* نحتاج للانفراد بأنفسنا والوحدة معها حتى نجدد حياتنا ونشحن طاقتنا.
* لا نستطيع أن نعبّر بسهولة عن مشاعرنا وأحاسيسنا.. بالإضافة لكوننا نُجرح بسهولة.
* نحب الروحانيات.. نتميز بالكرم والعطاء بالفطرة.. ونجيد الاستماع والإصغاء .
* نميل للهروب والتهرب من المواجهات.
* نشعر بالاختناق وفقدان الذات في علاقاتنا الحميمية.
لننتبه إن معظم هذه الإشارات التي تشير لأننا أناس حساسون عاطفيون يمكن أن تشير أيضاً لاعتمادنا على الآخرين خاصة إذا كنا نجد صعوبة كبيرة في قول لا للآخر..
ما هو الحل؟ كيف نعالج حساسيتنا الزائدة أو اعتمادنا على الآخرين؟ كيف نحمي أنفسنا من الطاقة السلبية للمحيطين بنا؟
الحل بالعودة للأسباب والجذور ومعرفتها وتحديدها ومعالجتها بالطرق التالية
1 – تحديد الأسباب
لنسأل أنفسنا أولاً إذا كانت هذه الانفعالات نابعة منا أو من الآخرين أو كلا الأمرين معاً.. إذا كانت مشاعر الخوف أو الغضب نابعة منا يمكننا مواجهتها بلطف.. نتعرف عليها.. ما أسبابها؟ متى بدأت؟ من أين أتت؟ وكيف تشكلت؟ مثلاً إذا أحسسنا بالحزن والاكتئاب عند عودتنا للبيت بعد حضور فيلم كوميدي مسرحي.. هذا يعني أننا تأثرنا بالانفعالات السلبية للناس الجالسة بقربنا لأن حقول الطاقة القريبة من بعضها تتقابل وتتداخل معاً.. كذلك إذا أحسسنا بالانزعاج عند ذهابنا للمحلات والحفلات المزدحمة بالناس هذا يعني أننا سحبنا كل الطاقات السلبية المحيطة بنا..
2 – الابتعاد عن مصادر الإزعاج
لنجرب الابتعاد 5 أمتار على الأقل عن الأماكن التي تسبب لنا التوتر والانزعاج ونراقب كيف نشعر بالراحة والاسترخاء.. لنتخلى عن الشعور بالذنب والخوف من إزعاج الآخرين.. ولنكن أكثر شجاعة ولا نتردد في تغيير مكاننا إذا أحسسنا بانزعاج مفروض علينا خلال وجودنا في الأماكن العامة..
3 – العودة لذاتنا بالتركيز على تنفسنا
يمكننا التنفس بعمق وهدوء لبضع دقائق لنطرح مع كل زفير الانفعالات السلبية المتراكمة بداخلنا.. لنعود لذاتنا ونتواصل مع نورنا ونطهر أنفسنا من الخوف والمشاعر السلبية.. نتخيل هذه السلبيات بشكل ضباب رمادي يخرج من جسمنا بالزفير ليدخل بدلاً منه بالشهيق نور ذهبي يحيي وجودنا ويجدد وجداننا.. سيمنحنا هذا التمرين البسيط نتائج سحرية سريعة..
4 – إبعاد الأذى
تستقر ذبذبات المشاعر السلبية كالخوف والحزن والاكتئاب في المقام الثاني بجسمنا.. مقام صلة الأرحام.. في ضفيرتنا الشمسية مركز العاطفة والإحساس.. يمكننا أن نضع يدينا على هذا المقام أسفل السرة بقليل ونرسل لهذه المنطقة مشاعر الحب والشكر والامتنان.. لنتخلص من الضغط والتوتر.. إذا كنا نشكو القلق والاكتئاب المزمن يمكننا القيام بهذا الاختبار يومياً حتى نقوي مقام صلة الأرحام وننعم بالتفاؤل والأمن والأمان..
5 – تحصين أنفسنا
هذه طريقة بسيطة جداً لحماية أنفسنا تعتمد على تخيل غلاف شفاف من النور الأبيض ” أو أي لون يعزز طاقتنا ” يحيط بجسمنا كله كستار واقي حامي يحجب عنا كل الانفعالات السلبية والمتاعب الجسدية.. ويسمح بدخول كل الأشياء الجميلة والإيجابية..
6 – التحكم بانفعالاتنا الزائدة
لا داعي للشعور بالحزن والأسى بسبب قدرتنا على امتصاص انفعالات الآخرين.. يمكننا تحويل هذه المحنة إلى منحة ونعمة من خلال قيامنا ببعض الممارسات التالية التي تحررنا من هذه الانفعالات
- أهم شيء هو اكتشاف ومعرفة الناس التي تجعلنا أقل حياةً ونشاطاً وإشعاعاً.. كالمنتقدين والأنانيين والمسيطرين والضحايا.. يلعب هؤلاء الناس دور مصاصي العواطف.. عندما نكتشفهم نستطيع حماية أنفسنا بالابتعاد عنهم باحترام.. نحترم نورهم وروحهم رغم عدم محبتنا لما يقومون به..
- نتناول وجبة طعام غنية بالبروتينات النباتية قبل دخولنا للأماكن التي تسبب لنا التوتر والانزعاج.. مثلاً إذا كنا وسط حشد من الناس لنختار لأنفسنا مكاناً محمياً آمناً أميناً كالجلوس في طرف الغرفة أو الوقوف بعيداً..
- التأكد من أننا لسنا بحاجة للاعتماد على الآخرين لحل مشاكلنا.. نحن السائل والمسؤول عن حياتنا.. نستطيع حل مشاكلنا بأنفسنا.. ومواجهة المواقف الصعبة لوحدنا.. يمكننا إحضار سيارتنا معنا للأماكن التي تسبب لنا التوتر أو يمكننا العودة لبيتنا بسهولة عند الحاجة.. لنأخذ معنا مالاً كافياً بحال احتجنا للقيام بإجراءات أخرى بديلة..
- تحديد الوقت والالتزام به.. بمعرفتنا للحدود التي نستطيع تحملها وباحترامنا لهذه الحدود نعزز صحتنا العقلية والنفسية.. نستطيع وضع حدود واضحة لتعاملنا مع الناس التي تستنزف طاقتنا ونشاطنا.. مثلاً لا داعي للإصغاء إليهم ساعات وساعات بينما يمكننا اختصار هذا بنصف ساعة كافية وافية..
- إذا كنا نتشارك بيتنا مع الآخرين الأفضل أن نحدد مكاناً خاصاً بنا.. ونطلب من شركائنا احترام وقت راحتنا ووحدتنا الذي نجدد فيه نشاطنا ونشحن طاقتنا ونحمي أنفسنا من امتصاص انفعالات شركائنا.. نختار لأنفسنا مكاناً خاصاً يناسبنا مثل المكتب أو زاوية القراءة أو غرفة الخياطة..
- بالتأمل والصلاة نحمي أنفسنا من كل التأثيرات الخارجية.
7 – إحاطة أنفسنا بالأشخاص المتفائلين وبالمواقف الإيجابية
- يمكننا الاستمتاع بأوقاتنا بصحبة أصدقائنا الفرحين المتفائلين الذين ينظرون للجانب المشرق في الحياة.. لنصغي إليهم.. إلى ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين.. لنستمع ونستمتع بالأشعار والأغاني والفنون المفعمة بالأمل والحياة حتى تنتقل عدوى التفاؤل إلينا وتعدل مزاجنا وحياتنا..
- بتعزيز مشاعرنا الإيجابية ندعم قوتنا الداخلية ونشحن طاقتنا الذاتية.. عندما نكون محاطين بالحب والأمل والسلام نشع نوراً وحياةً.. بينما عندما نكون غارقين بالهم والغم نذوي ألماً وندماً.. عندما نحب أنفسنا ونقدر ذاتنا ونحترم احتياجاتنا يزيد احترامنا وتقديرنا ومحبتنا للآخرين.. لأن الآخر مرآة لنا..
- الرحمة أفضل طريقة لنحمي أنفسنا من العواطف والانفعالات السلبية.. عندما نرحم أنفسنا أولاً نستطيع أن نرحم غيرنا.. بالرحمة نكون أكثر تواصلاً مع الناس ونحمي أنفسنا من سلبياتهم..
8 – العودة لأمنا الأرض
الطبيعة هي بيتنا الحقيقي الأصلي منه أتينا و إليه نعود.. عندما نتصل بها ونتواصل معها ونذوب فيها يتبدل حالنا ويتحول إحساسنا من الشعور أننا ضحايا مساكين إلى الشكر والامتنان في كل حين.. لنجدد حياتنا ونشحن طاقتنا وننعش روحنا..
- يمكننا الاحتفاظ بصورة شلال ماء رائع الجريان أو غابة خضراء زاهية الألوان لننظر إليها ونستمتع بها كلما أحسسنا بالتوتر أو بالاكتئاب.
- بالاستمتاع بالمسير في الغابات والانتعاش بصفائها وسكونها وسكينتها.. أو بالجلوس قرب جدول ماء صغير وتأمل جريانه وتشرب برودته والاستمتاع بموسيقاه..
- باختيار مكان خاص بنا في أحضان الطبيعة.. مكان آمن أمين .. مريح فسيح.. نستعيد به قوتنا ونجدد طاقتنا ونحيي قلبنا..
- بالتنفس والتأمل والتفكر والتذكر نعود لذاتنا ونتذكر نورنا ونحيا دورنا ونحمي أنفسنا من عواصف العواطف والانفعالات.
@donkorliony
المصدر:
- الطاقة الكونية
تعليقات
إرسال تعليق